الإسلام و المسلمون في الهند


الإسلام والمسلمون في الهند
قصة الإسلام
الخميس 23 محرم, 1432


دخول الإسلام في الهند

وصل الإسلام إلي الهند مبكراً وتمثل أول قدوم للإسلام عبر (محور بحري) انتقل الإسلام عبره عن طريق التجار العرب الذين تعاملوا مع مواني سواحل الهند وحمل التجار العرب الجديد في بدايته إلى الهند، وأصبح في كل ميناء أو مدينة اتصل بها العرب جماعة مسلمة، ومما لاشك فيه أن الرحلات التي كانت تسهل مهمتها الرياح الموسمية أثمرت انتشار للإسلام على طول سواحل الهند، وظل الإسلام في جنوب يتسم بطابع الدعوة السلمية، وأقبلت الطبقات المنبوذة والمستضغفة على اعتناق الإسلام فدخلت قبيلة تيان ن وطبقة تشرومن أي (حرات الأرض ) وجماعة (مكهة - ون ) أب طبقة السماكين، وغيرهم من الجماعات التي خلصها الإسلام من القيود الطبقية، ولازال الإسلام يكتسب أنصار جدداً في مناطق الساحل الغربي والشرقي من الطبقات المستضعفة، ولقد نشط هذا المحور وانتقل الإسلام من الساحل نحو الداخل في هضبة الدكن، واستقرت جماعات عديدة من العرب في الدكن. ولقد عبر الإسلام من ساحل مابار إلى جزائر وملديف، ومعظم أهل الجزر الآن من المسلمين، ويدين سكان هذه المناطق في دخولهم الإسلام إلى التجار العرب والفرس، وهكذا انتشر الإسلام في جنوب الهند بالحكمة والموعظة الحسنة عن طريق هذا المحور البحري، الذي نقل الإسلام إلى المناطق المجاورة للهند.

المحور الشمالي الغربي

دخل الإسلام إلى الهند عن طريق هذا المحور (بوسيلة الفتح )، وكانت أولى الغزوات التي قادها محمد بن القاسم الثقفي في سنة 92 هـ، وشملت الفتوح إقليم السند وجنوب البنغال وشمال أراكان المحتلة، وكذلك بورما(ميانمار) وسقطت مدن عديدة في أيدي المسلمين، واكتسح محمد بن القاسم العديد من مناطق السند والبنجاب وقامت دول إسلامية في حوض السند والبلاد المفتوحه وكان نفوذ الدولة الإسلامية في الهند نفوذاً قويا، في عهد الخلافة الإسلامية، والآمويين والعباسيين والغزنويين والمغول، ومن هنا أنتشر الإسلام في شبه القارة الهندية، ولأجل قوتها ونفوذهاوسيطرتها على القارة الهندية استطاع بعض المسلمين في إقامة دولة إسلامية وتطبيق الشريعة عليها، كمسلمي باكستان وبنغلاديش، وأراكان وغيرها ويقدر عدد المسلمين في الهند بحوالي 112.5مليون نسمة (176 مليون في آخر إحصائية) والملاحظ أن هناك مئات المسلمين الجدد في الهند كل يوم وهذا ما يشير في بعض الدراسات إلى أن الإسلام قد يكون الدين الأول في الهند في السنوات القليلة القادمة.

 الهيئات والمؤسسات الإسلامية

يوجد في الهند العديد من الهيئات والمؤسسات الإسلامية، بلغ عددها حوالي 400 هيئة ومؤسسة وجمعية ولقد تسبب هذا في إثارة الكثير من المشكلات مما أدى إلى تفتيت وحدة المسلمين بالهند، ولقد حرم هذا المسلمين من مظلة تحميهم وتحافظ على هويتهم الإسلامية.وهناك محاولات للوصول والقضايا الاجتماعية والاقتصادية ....

أوضاع المسلمين في الهند

على النقيض من الاعتقاد السائد بأن الإسلام قد وصل إلى الهند من ناحية الغرب على أيدي الفاتحين، فإنه في الحقيقة قد ظهر لأول مرة في جنوب الهند بفترة طويلة قبل دخول محمد بن قاسم إلى السند في عام 712م (قصة انتشار الإسلام في ولاية كيرلا). وقد وصل المسلمون تجارا و تزوجوا من نساء محليات واستقروا في إقليم ملبار حيث عرفوا فيما بعد باسم مابيلا. كما شيدوا أول مسجد في كيرلا (تعرف أيضا بملبار) في عام 629 وتحديدا في بلدة ميتالا بكدنغلور. لكن وصول الإسلام في القرن الحادي عشر و الثاني عشر أحدث أثرا بالغا وغير خريطة الهند السياسية. و منذ مطلع القرن الثالث عشر حتى وصول البريطانيين تعاقبت على حكم الأجزاء الرئيسية من شبه القارة الهندية ممالك إسلامية.
وقد نظر البريطانيون إلى المسلمين كمنافسين محتملين لهم كونهم انتزعوا سدة حكم الهند من أيدي المسلمين. و يبدو هذا جليا من كتابات WW.Hunter الذي قام بتفويض من الحاكم جنرال Mayo بمهمة إجراء تحقيق حول وجود تكليف ديني لدى المسلمين للتمرد ضد الملكة. و في الوقت الذي نفى هنتور وجود مثل هذه العقائد الإسلامية لتحريك المسلمين للتمرد ضد حاكم غير مسلم إلا أن الرجل قد كتب: " إن المسلمين كعرق تضرر تحت الحكم البريطاني يكنون مشاعر وطنية عميقة ويميلون إلى التعبير عنها بين الفينة و الأخرى من خلال مغامرات مثل الحروب". وقد انتهج البريطانيون لاسيما عقب ثورة 1857 سياسة تفضيل الهندوس على المسلمين في المناسب الإدارية. إلا أن حاجة البريطانيين إلى مواجهة نفوذ حزب المؤتمر الهندي وجهت أنظارهم إلى المسلمين. ولتقديره لمنافع التعليم الحديث بادر السير سيد أحمد خان، أحد رواد التعليم الحديث بين مسلمي الهند، لاقتناص هذه الفرصة وتحالف مع البريطانيين من أجل التنمية التعليمية للمسلمين.
وكان من شأن إدخال العناصر الديمقراطية في الأجهزة المحلية في الهند و ما نالت الفكرة من انتشار واسع كأفضل صورة للحكم أن يعزز الوعي الأقلياتي بين المسلمين ويؤدي إلى تشكيل الرابطة الإسلامية في عام 1906م في مدينة دكا. كما قاد قلق القادة المسلمين عن مستقبل الأقليات في الهند المستقلة في نهاية المطاف إلى تقسيم البلاد. وفي الوقت الذي أصبحت مناطق الأغلبية المسلمة موطنا للمسلمين فإن عددا كبيرا من المسلمين قرروا البقاء على الأرض الذي ولدوا فيه. وهكذا فإن المسلمين الذين قدموا إلى الهند كتجار أصبحوا حكاما ثم أقلية ثم أقلية حساسة اثر التقسيم ليس لأن عديدهم قد تناقص فحسب، ولكن صوتهم قد ضاعت حيث وجدوا أنفسهم في موقع الشبهة دائما كأناس كانوا سببا لتقسيم الهند.
بقلم سيد نجي الله / ترجمة بوابة الهند

الهند العلمانية

جعل تقسيم الهند المسلمين في موقع حساس إذ أوجد وضعا غير عاديا بين عشية و ضحاها. و قد هزت تأسيس باكستان الصورة العلمانية للهندوس الذين باشروا في تضميد الإحساس بجرح مزمن من جراء ذلك، في حين أن المسلمين قد تملكهم الشعور بانعدام الأمن و الإحباط و عدم الاستقرار نتيجة الاستقلال و التقسيم. إلا أن الهند ظلت علمانية بفضل مهاتما غاندي الذي قدم حياته في سبيل الهند العلمانية. كما أعطت التزامات جواهر لال نهرو تجاه الهند العلمانية الطمأنينة الضرورية و الأمن لمسلمي الهند. بيد أن انشغال المسلمين بمسألة أمنهم أكثر من حقوقهم حال دون تطلعهم أبعد من المطالبة بحماية أرواحهم و ممتلكاتهم.

القيادة الإسلامية

انشغل القادة المسلمون دوما بقضايا دينية و ثقافية أكثر من اهتمامهم بقضايا التنمية الاجتماعية و الاقتصادية للجالية. وفي هذا الصدد يشرح السيد معين شاكر الدور الذي لعبه القادة المسلمون إذ يقول: "كانت سياسة المسلمون سياسة نخبوية، وتقيدوا جميعا بمناقشات حول قانون الأحوال الشخصية للمسلمين و صفة جامعة عليكر (الجدل الدائر حول وضعها الأقلياتي ) و وضع لغة الأوردو. وهذه المشاكل كونها دينية و ثقافية في طبيعتها تميل إلى إصباغ المناقشات صبغة دينية، ويعود السبب في ذلك جزئيا إلى أن الهوية الثقافية تنمو في بيئة تعيش فيها الجالية تحت التهديدات، و جزئيا إلى أن المعطيات والعناصر والمراجع في هذه المناقشة تبقي الجاليات الأخرى خارج الميدان تقريبا. أما القضايا التعليمية و البطالة و الفقر و قلة التمثيل في الأجهزة المنتخبة بالكاد حظيت بأي اهتمام في أجندتهم.

سياسة الاسترضاء

بعد انقضاء العهد النهروي، وفي وجه التحديات التي تعرضت لها قيادتها، بذلت إنديرا غاندي، ابنة نهرو، جهودا واعية لبناء قاعدة جماهيرية لها، وأطلقت مشاريع شعبية تستهدف أقليات طبقية وقبلية من غير المسلمين. وفي حين أن هذه الأقليات حصلت في إطار هذه المشاريع على نصيبها من برامج تخفيف الفقر و التنمية الريفية، اقتصرت مكاسب المسلمين على ضمانات بمواصلة السياسة العلمانية و حماية أرواحهم و ممتلكاتهم. و من جانب آخر عمدت الحكومات المتعاقبة إلى التطرق للقضايا الرمزية والعاطفية للمسلمين كوسيلة لاستغلالهم من أجل المكاسب السياسية أكثر من التركيز على قضايا ذات علاقة بتنميتهم الاجتماعية و الاقتصادية.
وكنتيجة لم يتطرق أحد قط إلى قضايا أساسية مثل الفقر و التعليم والتوظيف. و برزت قضايا عاطفية مثل منع كتاب يسيء إلى مشاعر المسلمين، و الإجازة في يوم ميلاد النبوي الشريف و الدعم الحكومي للحجاج كآيات لالتزامات الحكومات تجاه المسلمين. و هذه القضايا أضفت مصداقية للدعاية اليمينية القائلة باسترضاء المسلمين من قبل الأحزاب العلمانية بدلا من أن تجني أي فوائد جذرية للمسلمين. و هكذا، و بعد 60 عاما من الاستقلال، فإن "الجالية المدللة" بقيت أكثر الجاليات تخلفا في النواحي الاقتصادية و التعليمية.
التعليم بين المسلمين: يعد المسلمون أكثر الجاليات تخلفا في المجال التعليمي، هذا ما اعترفت به السياسة التعليمية الجديدة التي وضعت في عام 1986م حيث وجد المسلمين كأكثر الجاليات تخلفا في المجال التعليمي مع البوذيين الجدد. و يظهر تحليل مقارن لبيانات مستويات التعليم بين الجاليات المختلفة بأن المسلمين أكثر تخلفا بين كافة الجاليات في المجال التعليمي.

Blogger Widgets